المطربة اللبنانية فيروز في عام 1964 زارت مع عاصي ومنصور الرحباني مدينة القدس وأثناء تجوالها في شوارعها استوقفتها سيدة وتطرق حديثهما إلى من مأساة الفلسطينيين فتأثرت فيروز ولم تتمالك نفسها فبكت وهنا أهدتها السيدة مزهرية وقصت فيروز إلى عاصي ومنصور هذا الموقف فجاءت أغنية القدس العتيقة كلمات وألحان الأخوين رحباني وغناء فيروز :
مريت بالشوارع ..
شوارع القدس العتيقة
قدام الدكاكين ..
اللي بقت من فلسطين
حكينا سوا الخبرية ..
عطيوني مزهرية ..
قالولي هيدي هدية ..
من الناس الناطرين..
وأصدرت فيروز ألبوم كامل بعنوان القدس في البال ضم أغنيات : زهرة المدائن والقدس العتيقة ويافا وبيسان وياربوع بلادي.
نذكر أيضا أن زياد عاصي الرحباني بدأ أعماله مع والدته فيروز بأغنية سألوني الناس لكن يبدو أن عاصي زوج فيروز ووالد زياد لم يرض عن تلك التجربة رضاءً تاما ففي عام 1972 أصيب عاصي بنزيف في المخ وتدهورت حالته بشكل أدى إلى دخوله المستشفى بينما كانت فيروز تقوم بدور في مسرحية المحطة للأخوين رحباني ولهذا كتب منصور كلمات أغنية تعبر فيها فيروز عن حزنها لغياب عاصي لتغنيها في المسرحية وقام زياد الذي كان يبلغ من العمر حينها 17 عاما بتلحينها.
كتب منصور رحباني كلمات أغنية تعبر عن اشتياق فيروز لزوجها المريض وتولى زياد التلحين فكانت :
سألوني الناس عنك يا حبيبي ..
كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا
بيعز علي غني يا حبيبي ..
ولأول مرة ما منكون سوا
وشاءت الأقدار أن تحقق الأغنية نجاحا كبيرا لكن عاصي بعد تماثله للشفاء انزعج من الأغنية لشعوره بأنهم تاجروا بمرضه وقرر إلغاءها من المسرحية لكنه عدل عن قراره لرؤيته النجاح الكبير الذي حققه العرض ولم تتوقف قصة تلك الأغنية عند ذلك الحد لكن كان لها حكاية أخرى مع فيروز بعد ذلك حيث أعادت فيروز غنائها مرة ثانية لكن هذه المرة بدون عاصي الذي وافته المنية في 21 يونيو عام 1986 وعندما بدأت في الغناء وعند مقطع ( ولأول مرة ما بنكون سوا ) بكت فيروز.